لعبة الكرد
الظلال الوارفة بالعين القديمة تستهوي الكثير من شباب القرية و صغارها و كذلك الكهول والشيوخ.. يجتمع الشبان حلقا حول لعبة الكرد.. و الكرد من الحجارة الملساء و قد لا يتجاوز وزن الواحدة ثلاثين غراما أو خمسين..
يبدأ اللاعب بضم الكرد التي لا يتجاوز تعدادها الخمس.. و يرفع يده ناثرا أربعا من الحجر الذي بيده ثم يشرع في إلتقاطها الواحدة تلو الأخرى..
و قد يسقط الحجران حذو بعضهما فيحرص اللاعب على أن يأخذ واحدة منهما بدون أن يمسّ الأخرى ثم يلتقط التي بجانبها و هكذا.. يمرّ إلى الدّور الثّاني من اللّعبة و يرمي الحجر و يلتقطه ثنتين ثنتين ويتحول إلى الدور الموالي فيلتقط ثلاثا و يعود إلى الأخرى.. و لا ننسى أن اللاعب يترك واحدة بيده على أن يضم إليها ما يلقط.. حتى يجتمع لديه عدد حجارة الكرد.. و يتحول اللاعب إلى الدور الموالي فيترك أربعا كدسا واحدا و يرمي بالخامسة في الفضاء و يتلقفها بيده ضاما إليها الكدس الملقى بالأرض و أخيرا يرمي اللاعب حجرا في الفضاء إلى أعلى و يلقفه واحدا واحدا...
و تنتهي اللعبة الأولى و يتحوّل إلى إعادة اللّعب بالترتيب كما تقدم.. و هذا إذا لم تقع منه هفوة في المرّات الأولى.. أما إذا هفا فإنّ اللعب يتحوّل إلى غيره.. و هكذا..
لعبة السيق
و تبدأ بقصّ جريدة خضراء.. يستعمل الجزء الأملس منها فيقسم إلى أربع قطع مفلطحة باطنها أبيض و ظاهرها أخضر..
يبدأ اللاعب بجمع الأجزاء الأربعة و يضمها إلى بعضها ثم ينثرها على الأرض...إذا انقلبت واحدة من الأربع و أعطت بظهرها إلى الأرض و بان بياضها بينما القطع الثلاث بطونها إلى الأرض و جزؤها الأملس من فوق.. يكون اللاعب قد بورك في لعبه و هذه البركة في افتتاح اللعبة بسِّيقْ و السّيق هو أن تنقلب القطع كما تقدم و يتحوّل اللاعب إلى اللّعب مرّة أخرى و كم يتشاءم هذا اللاعب عندما تنقلب قطعتان و يظهر بياضهما بينما القطعتان الأخريان تنقــــلبان بالعكس.. و يسمى نوع اللـعبة " حِــرْ " أي لا شيء.. و هذه اللعــبة تخدم
" البَنَّايَة " وهي رمل ندي يكوم منه ما يكفي لعشرين أو أقل من الحجارة الصغيرة توضع في حفر قصيرة العمق بذلك الكوم.. و يترك صف من الحجر فارغا و يملأ صف آخر ببعر الإبل أو بقطع صغيرة يغاير لونها الصف الأول من الحجارة.. و يبدأ اللعب بقطع الجريد الأخضر المسمى بـ " السِّــيقْ ".
تبدأ حركة الحجارة بأن يستهل اللاعب لعبته بسيق وهو بداية مباركة حيث يفتح اللعب صاحب الحجر.. و يتحرّك ( كلبه ) أو إحدى قطعه داخل صفّ الحفر الفارغ.. أما إذا استهل اللاعب لعبته بـ " حر " فيبقى ممنوعا من اللعب إلى أن يأتي السيق ثلاث سوداء و واحدة بيضاء.. و هكذا.. إلى إنتصار أحد الفريقين على الآخر.. بإفناء كلابه المتحركة للكلاب الأخرى المنهزمة...
لعبة كرة الشّعر
يكون موعدها ليلا على ضوء القمر.. يجتمع فريقان من العدّائين الشّبان و ينقسمان إلى جهتين، الفريق الأوّل يلطم الكرة إلى الشّمال و الثاني إلي الجنوب على أن يختارا هدفين أحدهما ( برقو ) مثلا ، وثانيهما ( شرديوش ) .. كرة الشّعر الملعوب بها لا تلطمها الأرجل مثل الكرة المعروفة اليوم بكرة القدم .. إنّما يلطمها قوس مصنوع من جريد النّخل طرف مشدود بيد تقبض عليه و لا ينفلت منه.. وطرفه الآخر المقوس هو " لاطم الكرة ".
و قد يلتقي قوسان متضادّان..و الفائز منهما هو البارع في التقاط الكرة السوداء بمهارة اللاعب.. وكثيرا ما ينطلق أمهر اللاعبين هاربا بالكرة حتى يوصلها الهدف المنشود.. و كم هي الأرجل التي ضربت خطأ .. وسالت دماؤها و لا يعيرها الشاب إهتماما و إنّما همّه تلك الكرة ..تصل إلى هدفها و محبة فريقه...
|