جمال الصليعي

 

الشاعر جمال الصليعي

 


ولد الشاعر التونسي جمال الصليعي بمدينة دوز التونسية الواقعة ببوابة الصحراء التونسية بتاريخ 25 نوفمبر 1955 بها تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي ودخل الحياة المهنية في سن مبكرة مما أعاقه عن تعميق تكوينه العلمي والأدبي. واضطرته الظروف الاقتصادية للسبعينات القاسية إلى الانتقال إلى القطر الليبي للعمل، فاغتنم فرصة وجوده هناك فعمق تكوينه الأدبي بجهده الخاص بموازاة عمله، حيث بدا قول الشعر متجها إلى العمودي منه .

عاد من ليبيا ليستقر بتونس بمدينته دوز ليعمل بوزارة الصحة . عرف جمال الصليعي في مختلف المنتديات الشعرية والثقافية في تونس منذ بداية الثمانيات، ويعتبره الكثير من المثقفين شاعر الجامعة والطلبة والاتحاد العام التونسي للشغل حيث لم يغب عن اغلب المناسبات الوطنية التي أحياها الاتحاد في مركزيته أو في فروعه الجهوية . القي جمال شعره في مواقع كثيرة من الوطن العربي في اليمن والعراق وله قراء ومتابعون من مختلف الأقطار العربية .ويعيب عليه أصدقاؤه وقراؤه تقاعسه عن نشر شعره رغم مراكمته لتراث شعري حقيقي ورغم العروض المادية المغرية مثلما عرض عليه من مؤسسة البابطين .

وربما يعود ذلك إلى ما تبع نشر مجموعته الأولى و هي عبارة عن قصيدة طويلة سماها «وادي النمل » وذلك سنة 1998 عن طريق بيت الشعر في تونس حيث لم يعرف الشاعر مصير ديوانه .

 

وبقدر قوة شعره في المبنى والمعنى فان قوة قصيدة جمال الصليعي تظهر في إلقائه لقصائده حيث يتمتع بصوت جهوري وقوة في اللفظ تجعل معانيه تتجلى بقوة قلما تمتع بها شاعر على الأقل فيما نسمع الآن من شعر.

كما صدر في المدّة الاخيرة ديوان جديد للشاعر المبدع جمال الصليعي بعنوان " من انباء القرى" ويعتبر هذا الديوان ثاني مولود شعري له بعد كتابه الشعري " واد النمل ".


 


يحتوي ديوان"من انباء القرى" اكثر من 20 قصيدة في حوالي 200 صفحة، في طبعة أنيقة نقرأ في صفتحه الاولى السلام:

 

سلام

"لنا طائر من رفيف الكلام
نضمّخ منقاره في صفاء القلوب
نسرّحه في بساتيننا
نبلّل جنحيه من عبق الرّوح
حتّى...
يرشّ على العاشقين السلام"

جمال الصليعي دوز-9/9/2003


ونقرأ في الأخير

تفتيش

" تفتيش
انا اليوم أعزل
الاّ ...
من الشّعر
ها...فتّشوني
فليس بحوزتي الان
الاّ...، جنوني

جمال الصليعي دوز-1991

 

 
وقد قدّم هذا الديوان الدكتور نور الدين العلوي.
اقول الف مبروك لشاعرنا المبدع جمال الصليعي على هذا الديوان الجديد. واقول لكل عشّاق الشعر والجمال هنيئا لكم هذا
الابداع
...

قصيدة بعنوان ابليس 
يتهكم فيها الشاعر على النخب التونسية





قصيدة ساخرة من التونسيين الفرنكفونيين





من أنباء القرى





وادي النمل






"اللاأدريون"






"فَرسُنا"










عودة الثعبان المقدس جمال الصليعي و خالد الوغلاني

 


إستمع إلى أجمل قصائد الشاعر جمال الصليعي


وأزعمُ 1

و .. العنكبوت 2

اللاّ أدريّون 3

وادي النمل 4

لغة القبائل 5

عروج  
6

لوعة الحرف 7

اسراء
8




"اللاأدريون"

 

 جمال الصليعي - اللاأدريون

 



ينقسم العرب الآن إلى عرب
وإلى لا أدري..
اللاّأدري.. عقلانيّون إلى الأذقان
فهموا تركيبة هذا الواقع,
واكتشفوا أخطاء الماضي,
وجهزوا لصياغة تاريخ ودّي.. أو سلميّ
ولفهم مدلوليّ أعمق للأوضاع,,
وهم الآن يقترحون وجوهًا أخرى للأشياء..
شمسًا أخرى..
قمرًا آخر..
ربًّا أرضيًّا يحميهم من شرّ الأزمات الكبرى..
يتدخّل في الأرزاق بفضل بنوك المال الدوليّة,
ويضاعف من بركات الشركات الكبرى.
يقترحون له اسمًا عصريًّا مستحدثًا:
أستيكا مثلاً..
أيرّيكا يقترحون..
اسمًا من هذا النوع
..
هو قد لا يبدو الاسم ربوبيًّا
فذلك من أسرار الآلهة العصريّة..
يولد في اللاّأدريّين نزوع فطريّ للحكمة
..
ما كان قديمًا يعرف بالذلّ!!؟؟؟
أه. معذرة.. كان عليَّ من البدء التنبيه إلى إشكال
المصطلحات
لكن لا بأس, سيظهر ذلك في طيّات النصّ..
كان الناس قديمًا إذا اغتصبت بعض أراضيهم, يأتون سريعًا
للثأئر..
همجًا يعني....
اللاّأدريّون بدعوا فكرًا أرقى.. ماذا لو نعطي الأعداء
بقيّة تلك الأرض !!
ثمّ لا, لماذا نسمّيهم أعداء؟؟؟ هذا مصطلح متخلّف !؟؟
ماذا لو نعطي الأضياف (هذا ألطف)بقيّة تلك الأرض..
نحرجهم يعني.. لا تقوى الكفّ على المغرز..
نحرجهم قدّام العالم..
نحرجهم في أروقة الأمم المتّحدة.. هناك حيث العدل ربوبيّ
عصريّ
حيث القانون الدوليّ العادل, وحيث التصويت العادل
فإذا قتلونا أو ذبحوا الأطفال أو هتكوا الأعراض..
لن نسكت..لا لن نسكت
..
سنحمّلهم مسؤوليّتهم.. وسنحتجّ...
ثمّ نفاوضهم...
نتكوكا معهم.. نشرب كوكتهم, نسقيهم كوكتنا..
للكوكا سحر تهذيبيّ في أيّ حوار.
نتبعهم, نصحبهم لبلاد الثلج..
أو نصحبهم..
فهناك, نتزحلق حينًا..ونفاوض حينًا
فالطقس هنا عندكم حرّ.. لا يسمح بالأفكار الخلاّقة..
لا.. هنا أين نفاوض
هنا لا يمكن
هنا حيث الجمهور الغاضب
حيث الغوغاء
حيث الأرض هنا تاريخ دماء
لا.. لا.. لا.. لا.. لا.
لا بدّ من العقلانيّة في الأشياء.
العقلانيّة للتجديد
والحكمة للترديد
والكوكا للتبريد...
يجتمع اللاّادريّون الآن.. على متبقيّ الأنفاس
يتقدّمهم حضرته.. الوارث بالله العرشيّ
وإلى جانبه حضرته الآخر.. القائم بالصندوق الزوري..
محفوفين بأقطاب الفكر اللاّأدري.. منهم مثلاً:
الراجع بالمفهوم الحربي, تبرق منه نياشين اللاّأدري.
والغارف بالسطل الفكر,
والناظر بالفنجان النقدي,
والبادع بالتدجين القول,
واللاّوي بالفخذ الرقص,
والناهب بالمال السوقي,
والوالغ في القدح الغربي,
وأبو ديموقراط الحزبي,
وأبو إقليم القطري,
والشيخ الحيّان النفطي,
وأبو جهل العلمي,
وأخاف أسمّيه الجهر..
وأخاف أسمّيه السرّ..
وجماعتهم, وجماعة بعض جماعتهم..
ولفيف من أتباع الجدل الجوفي..
وأكفّ الإجماع الصمت..
يديرون حوارًا جديًّا في العمق...في الكوكا !!؟
حوار..
عن عقر النقر العقر.
عن نقر العنق العرق .
عن عقر النقر العرق.
..
شيء في هذا المعنى....
أه.. تذكّرت..
يديرون حوارًا عن نقد العقل العربي. !!
إذ يقترح اللاّأدريّون..
تفتّح كلّ المنغلقين على الآخر,
لا فرق هنا بين الآخر والآخر..
يعني حبًّا من طرف واحد..
تجاوز تعقيدات التاريخ الكبرى,
غضّ الطرف على التلمود,
عن كتب التحريف الأولى,
غلق الباب على العصر العابس,
ودخول العصر من الباب الراقص,
تنشئة النشء على المنهاج الأيريكي,
تكوين العقل على المعيار اللاّأدلريكي,
ترويض الأبدان على الإيقاع الروكي,
وصهينة الأرواح,
وحيونة الأنفس,
وحيونة الإنسان,
وأنعجة الأنفس,
ومصادرة المصطلحات,
وبيع التاريخ,
ولعب الجغرافيا,
وتدجين المجتمعات,
وتمييع المعنى...
*
*

 

 

وادي النمـــل

 

جمال الصليعي - وادي النمل

 

(1)
أ، ب .. أو هكذا قيل
تلك بدايات الأشياء
لم تأخذ بعد، نجوم الكون مواقعها
(2)
قال الناجون على خشب الهجرات بعيد الماء الأول
هذا، وادي ذو زرع
تعمره الحكمة، والملكات
سنمد الوشم، على كتفيه
ونؤسس ثانية، نشأتنا الأخرى
[فابتسم القمر الشاهد... أن ... سنرى]
وتتبع عراف، آثار مشاعر تزدحم البهجة فيها
قال:
...هي آثار الآلهة، المشغولة... بالأشواق
وحبا الطفل/ التاريخ
يلاعب زهرات.... ترقصهن النسمة بين يديه
لولا...
أحد....
أحد الأزواج الناجين
تقدم بين الطفل ....... ولعبته
ليدقّ الوتد .... الأول
هذا الوتد... الأكبر
قد صار الشيخ/ التاريخ
يشد إليه.....
..... نهايات الأشياء
يشد إليه.....
.... نهايات الأشياء
(3)
تتشقق دائرة الأفق على ......
ألوان....
ضوضاء....
أمم ....
و قوافل ...
نار.....
أفيال ....
أسلحة، وخيول....
تحملها الظلمة
تدفعها رائحة الوادي
تفصل بين توافدها
أزمنة من صمت... وغياب
..... كنت أدوّن في ألواحي
آلاف الأسماء
كنت أرى... تشكيل الظلمة للأشياء
(4)
قلت .......
علمنا، على أبوابها ......
منطق الشوق فقالت، غنني
قلت يا ليلاي، هذا هدهد
.... ربما .. قالت بسري غنني
ما عسى يدرك من أشواقنا
غير أوهام ... فهيا ... غنني
وتعهدني إذا باعدهم
وهن الصمت بشجو .... الحن
وأرق روحك في أجداثهم
حين لا يورق غير الشجن
وأقم عرشك مصلوبا على
ريبة أمنع من أن تنحني
وتزود بكتابي ... قلق
لغة نجوى وهم مثخن
فلقد تعلم كم يرتادهم
بين موتين خواء الأزمن
... وبعينيها فضاءات المنى
أوشكت توصد لولا مدني
يومها.... رفت تلاوين الهوى
تتنامى أغصنا من أغصن
لم تكن ليلى على علم بنا
أو للاقتنا بباب اليمن
فبها من شوقنا أضعافه
وبنا مما بها ما لا يني
يوم جاوزنا إليها مقفرا
وسعته الريح مما تنثني
صفق البوم على أركانه
يتهادى بين تلك الدمن
قد خلا واديه إلا نملة
لم تعد تعرف أيّ الألسن
دحرجتها الريح عن مسكنها
يالها من نملة لم تسكن..
كان وادي النمل هذا يغتلي
يوم ليلانا، بأعلى مأمن
والمواعيد إلى أيامها
موعد يبني لوعد بين
مشرق الناس ثنايا كفها
ولياليهم سواد الأعين
الهوى يخطو على إيمانها
مشرع الفجر لصبح مذعن
لم نكن جنا ولم نعلم سوى
أننا طرنا بشوق معلن
قيل:"هذا عرشها أم مثله"
قلت: بله ... مثلما يعرفني
فأقرأوا أسماءنا الحسنى به
وتولوا، ريثما يقرأني
أن تكن حرقة أكتمها
ناب وجهي، فهو لا يكتمني
وبقايا لغة، واعدتها
كلما وافيتها، .. .. تحملني
يا نديمي عند واديها، أقم
مجلس الصحو لم ثم ادعني
وأدعهم، حتى إذا ما ازدحموا
واستزادوك هوى فاستسقني
واضربن إذ أجدبوا خيمتنا
عند منهل لها، لم يأجن
لا تمر ثم عن ساقيك، ما
هذه اللجة، إلا متني
أو لم تشهد نداماي بها
يمزجون الليل مما اجتني
وإذا الضليل – إلا ملكه –
واقف يومئ ألا تنسني
قلت أنستني أيامي أنا
حيث لم أعذر وملكي عضني
ليس لي من صاحب يبكي معي
صاحبي ولّى، ودربي ملني
وأتى يلبسني من دائه
جبة جربها في بدني
فتناثرت على خارطتي
مزقاً لملمتها في كفن
وإذا ليلى على إجهادها
جمعت فيها وصايا وطني
عند شمسان نظمنا عقدها
أنجم الحرف بجيد أفتن
أورقت صنعاء في أسمائنا
وتطهرنا بماءي عدن
وأضاء التاج من ليلى على
مفرق الدنيا فقلنا أزيني
وتلونا في خطى حنانها
آية الأيام من ذي يزن
وحكى الدهر على راحتها
كيف طاولنا عناد الزمن
فإذا ما باعد الخطو بنا
تبرق الروح بقلب مرن
وإذا ما أرسلت برقعها
أسفرت فينا بنون اليمن
آه يا ليلاي... لولا هدهد
كنت حدثتك عما هدّني
فاحملي عنا قليلاً همّنا
أنت من تريدين ثقل المحن
وأقرئينا، إنما إغلاقنا
أننا نشدو بلحن شجن
ترجمينا ربما يفهمنا
ذو هوى أودى به أن تحزني
خبئينا بصناديق الهوى
ربّ ميتٍ سرُّه لم يدفن
واحفظينا قبل أن يغتالنا
عسس الموت بليلٍ عَفِن
وأري البحرَ قناني حُبّنا
سكر البحر وماجت سُفُني
وتوزّعنا على شطآنه
عبقاً يوقظ ميت الأزمن
وهبي لي ضوء عينيك سنا
حيثما وليت ضاءت مدني
وأطيلي سفري كي تصلي
أرض أسبابي
وبثّي شجني
لي عرش عندها
ربما غيره
بعض ما أجهدني
آه.. كم يشغلني
زمن في زمني
كيف أبنيه، وبي
أزمنة، تهدمني فيها الهموم
وفضاءات غيوم
كلما يمتد شوقي لبحار لم أجاوزها
يمد الليل فوق الكون .. أطباقاً من الظلمة
والليلُ غشوم
وأنا المشغول بالأيام..... بي
يوم عقيم
تتداعى كل أسبابي
وذا صمت على الأبواب
مصفرّ كظيم
وفي صمتي دم الأقوال يجري
ونزف الصمت تجريه الهموم
(5)
لشاهدتي ولي سفري القديم
أغالبه، فيعجزني القدوم
أنا المشغول بالأيام أمضي
إلى زمن وبي زمن العقيم
وأصنع فلك أصحابي، لأمر
أهم له، وأصحابي جثوم
يحاول ألف ميناء يقيني
ولكن الظنون له رجوم
وأزرع في قرار الأفق نجما
فتسبقني إلى نجمي الغيوم
وألقي حمل أيامي، لأرض
فتسلمني لأرض لا أقيم
فلا أنا واصل أسباب أهلي
ولا دربي بأسبابي عليم
أعد قوافل التجار، تأتي
بأقوام تمر، ولا تدوم
وتخلعني وجوههمو قليلا
ويعلو وجهي البادي الصميم
أنا المشغول بالأيام أمضي
إلى زمن وبي زمن عقيم
بعثت رسائلي أوصي بليلي
خلاء دون عينيها ..عظيم
تكومت السنون بجانبيه
فلا الآتي يدل .... ولا القديم
وليلى فوق أزمنتي زمان
توسع أن ... يلملمه زعيم
وليلى كلما افترت بفجر
تنحى الفجر وافتر النعيم
ومد الطيب أعناق الخزامى
وفاض البرق واهتز الأديم
وليلى كلما جهّزت فلكي
جرى بي من نواحيها النسيم
فأمعن في الرحيل بلا شراع
جناحاي الملامح والرسوم
أنا المشغول بالأيام أمضي
إلى زمن وبي زمن عقيم
وقفت العمر فيك فلا نشيدي
يطاوع في سواك ولا أروم
فغطي من سمائك لون ليلى
متى ما عدت دلتني النجوم
خذي ما شئت من سهري وعمري
وابقي لي الرحيل فلا ألوم
ففي بحريك متسع لفلكي
وقد ضاقت بتطوافي التخوم
وضمي بين ماءيك اشتعالي
فها عشبي فشت فيه السموم
أفي ما كان من ماءيك باق
أخاتله على قمر .... يحوم
يحاذرني وأوشك أن ..فيخبو ..
فواشغفي أهيم، ولا يهيم
أنا المشغول بالأيام أمضي
إلى زمن وبي زمن عقيم
وبي أهلي وبي قلقي وشعري
وبي قمر تكوره .. الهموم
أحدث عند وادي النمل نصي
بما أخفي ولا تخفي الكلوم
أسارره وقد ثقلت خطانا
أحاوره وقد يدري النموم
كلانا مولج ليلا ... بليل
كلانا عند واديها نديم
يعاتبني الأحبة أن صوتي
خفيت إنما صوتي يتيم....
ويلمزني "الطوارف" أن صوتي
قديم، قل بلى ... صوتي قديم
قديم مثل تاريخي وأرضي
قديم مثلما همي قديم
أنا المشغول بالأيام أمضي
إلى زمن وبي زمن عقيم
وأهلي قيمون على نصوصي
ونصي خوف صولتكم كتوم
وهدهدهم يقلّب في كتابي
لأي قراءة، قد يستقيم
فهل عجب إذا دندنت وحدي
وقد أخنى على الوادي الوجوم
وهل عجب إذا نفخت رياحي
بموقدهم وموقدهم رديم
حملت من البداوة نصف زادي
وقلت النصف تذروه الحسوم
طريقي ربما امتدت بعيدا
سأستهدي الزمان فمن يلوم
وقد يرتاد أهلي غير صوتي
لعلي بينهم صوت رجيم
أنا المشغول بالأيام أمضي
إلى زمن وبي زمن عقيم
ستخلعني عواصمهم .. سلاما..
كفاني أن صحرائي رؤوم
ويكفي أنهم غابوا، وقمنا ..
إلى قفر عمارته، رسوم
همو دخلوا مساكنهم وإني
بملئك أيها الوادي مقيم
أرد ذئابهم عني بلحمي
فيا مزقي أفضن بما يدوم
ليحمل شاعر، هم الأماني
ويستعفي من الحمل السليم
ويطوي – ربما – أطراف ليل
على أذياله ليل غشوم
أنا الماضي البعيد بفحصتيه
أنا الآتي، أنا الآن السقيم
أنا المشغول بالأيام أمضي
إلى زمن وبي زمن عقيم
(6)
ومشغول بقافيتي
لأن رياحها سكنت
ويجلدني بباب القول سوط "العارفين"
أغض من كلمي
وأقيل نصف حروفي الأولى
ولا أشكو إلى قلمي
فيشكوني إلى ألمي
وتخذلني جبال الشك في ركني وفي حجبي
أدحرج كل أعذاري
أقول "براءة" الإجماع تخنقني
أخيط القول فضفاضا
أخاف دفاتر النساخ تقرأني
وتشرحني كما قد يفهم النساخ أشيائي،
وتنسخني
أريد ... دما يعربني
ويكشفني على لغة
ترتب كل أسمائي
لعلي.. إن رجعت
نصبت، قيامة الماء...
(7)
تترجل الأسماء عن ..
صهواتها ....
كل ترجل لا يطيق رحيلا
سارت وسار دليلها متعثراً
ذعرا وبدلت الدليل دليلا
وأوت لمدجنة تبيض كلامها
ليلا وتكشف النهار أصيلا
وتبيع من ترك الخراب من الرفاق
وتكتري لهوى المساء خليلا
وتغيب عن وهج اللغات تغيب في
كهف التواريخ / الجليد نزولا
الآن ينصرف النهار فأكملي
هي بيضة أخرى ستفقس جيلا
ألقت معاولها الحروف وغمغمت
خرت وأنهكها الوقوف نحولا
ضع ركبتيها فوق جمر الصبر، ألهمها لدى الكي
الأخير بديلا
قل سمني ما زال لي برقان ضادهما يفيض على
دمي........ لأقولا
من علموا الأسماء – قبلك ربما –
عضوا عليك وأفردوك عليلا
هي ردة الإخلاف عن ميعادها
عود لسانك لن يجش خيولا
وأجل خيولك هذه الصحراء ما إتسعت أمامك
قد تضيق صليلا
هل أفلس الحكماء يا ... لا تبتئس
جرب أخيرا أن تجن .. قليلا
دع حكمة القطعان دع واو المعية، دع حديث
الراجعين نكولا
للمجمعين آمانهم، ولك اندلاع الشك في ورق
الزمان فتيلا
أصبحت أومئ، ملجما، والقائمون، على فمي
يستصدرون فصولا
من لي بفسخة آهة، بين إنكسار الصوت والصمت
المعبأ قيلا
لأزيح عن يومي حجارة يومهم
وأرد أنفاسي وأكتب جيلا
وأعيد تركيب الخرائط ربما
وقف المكان عن المكان بديلا
وأعين مرتب الصباح فربما
ولد الزمان من الزمان سليلا
نادمت ما يتلو النخيل على المياه، وما يقرقره
الحمام هديلا
وقعت بالوادي جميع رسائلي
ولبست حمل الغائبين ثقيلا
جمعت كل شواهدي ودلائلي
لأصون وجهي راحلا ونزيلا
رتبت عرش بهائها وحضورها
كي لا ينكر بالغياب طويلا
وكتبت أسمائي على أبوابها
وشفيت من عنب الكلام غليلا
ودعوت عينيها ولحن حديثها
ناياتها الأولى تذوب هديلا
حتى إذا سجعت، ترنح خاطري
ونصبت عرش "المذنبين" حلولا
هي كلما خلع الرفاق ملامحي
بعثت ملامحها إليّ رسولا
هي لفتة الأشواق راحلة، وآخر ما يريد
العاشقون خليلا
قلت إزرعيني بين حالك والرؤى
قمرا يخضب راحتيك بتولا
وسألت كيف أصونني لأصونها
وأنا أكاد أو إبتدأت رحيلا
بل كيف يختصم الزمان مع المكان، وكيف
يتفقان فيك ميولا
أحتاج فسحة آهة بين إتساع الجرح
والصمت المعبأ قيلا
أحتاج ترجمة النخيل لأمتطي
قلق اللغات إلى السماء دليلا
أحتاج كل عروبتي، وعروبتي
لأمد جذعي أحرفا ونخيلا
يا أيها الوادي، أأنت جريمتي
ما لي أقلب في يديك قتيلا
لم نتفق لكن سنعلن أننا ......
كي لا نغيب "براءة" وذهولا
من ألف عام والقوافل في دمي
هذي تنيخ وتلك ترجع ميلا
للروم خشخشة اللغات وهيكل التاريخ ويحجب
أو يشد صقيلا
لنمنم التاريخ خلف رؤوسنا
ونعد متكأ عليه "جميلا"
للفرس ظاهر صاحبي ودخيلة المشغول
منتظراً لعل سبيلا
ليعود كسرى في عباءة تاجر
خبر البلاد مدائنا وسهولا
للترك مفتاح المياه، دفاتر النهرين، تشكيل
الخرائط طولا
لتوزع الرايات تحت ذقونها
ونصيب من "كرم الجوار" قليلا
والقادمون من الخرائب خلف بابل، ينجزون من
المحول محولا
هذي أكف السامري تناسلت
اليوم تمطرك السماء عجولا
للأرض سبت كي تدور قريرة
والسبت أرض المزعمين دخولا
أو كلما ملأ رؤوسهم
طلبوك في زمن يخور ذلولا
يتساءلون عن الموائد في سمائك
كلما كشطت سماؤك
جاؤوك في جيش من الكتب القديمة
بالقراءات الجديدة
..رتبوا أسفارهم
(8)
كم حملت ظهور القادمين على "تباشير" التواريخ
السحيقة
وأستعاد العصر أسفار البداية
وأستعاد العصر تحريف الكتابة
قيل.. .. إهبطوا....
تلكم موائدهم تحل لكم....
الأرض دارت
وإستقر بها القرار
وضجيج أحذية ... تفهمه المكان ...
(قالت نملة:
يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم ..)
وتزاحم النمل اللطيف
براءة ...
وعوى الفراغ....
عوى الفراغ .....
عوى الفراغ ......
أ،ب ... أو هكذا قيل
تلك، نهايات الأشياء
قد تركت بعد.. مجرات الكون مواقعها
قال الفارون على ... قلق الهجرات قبيل الماء الآخر
هذا، واد ذو خوف
تنهشه، السلطة، والشهوات
سنعري الوهم، على جنبيه
ونطلب عاشرة، هجرتنا الأخرى
[فابتسم القمر الشاهد، أن .. سنرى]
وتتبع عراف، آثار جماجم تشتعل الحسرة فيها
قال:
هي آثار، الآلهة المشغولة... بالأموات
وحبا الشيخ/ التاريخ
يراود أحلاما ... تنسجها الشهوة بين يديه
لو لا...
أحد ...
أحد الآلاف الفارين
تقدم بين الشيخ وشهوته
ليسل الوتد الآخر
هذا الوتد... الأمثل
لم يلق الشيخ / التاريخ
كيف يشدّ إليه...
فراغات الأشياء.

 

 

عزف على حرف مشدود

 لولا رفيق وافي سخي المدامع
 ولولا السهر يطفي لهيب المواجع
 ونجمات طول الليل يضّاون توابع
 ولولا وتر حنت عليه الاصابع
 كان انفجار قلبي بضيق الخواطر
 وما الصبر  ملت و ضاقن  ضلوعي
 

يا لوعة الحرف ما غيبي بمنكشف         حتى انـازع اطيــاف المني جهــدا
وليس مستترا شوقي ولا شجني وبين جنبــي هــذا الخافق اتقـــدا
ولست أطوي على الآلام جانحـة مذ جئت يـا صاحبي من لوعتي سنـدا
فابذل رحيقك لا تبخل على وجعي عهدي بما أوجع الخلين رجع صــدى
أو فانغمد وارتشف من خافق قلق واسكب نجعيــك منسـلا ومنغمــدا
واستمطر النفس واستخبر مغالقها تهطــل سيــولا تناهي سكبها مددا
فإن تزاحمت الأوجــاع ياسكني فثم بورك حــر الحـرف متقـــدا
اضرمه يوقد سلا ما رب مضطرم بالشوق لو لا اشتعال الحرف مــا بردا
هذا اشتياقك أم حقا نسائمها أم رفرفت في سمــا أحلامنـا صعــدا
هلت غماما بقفز النفس منسكبا وداعبتهــا فحالـت أنفســا عــددا
جاءت أجل اشرفت لا طيف خاطرة ولا خيــال بليل زار وابتعـــدا
جاءت على غير ميعـاد واحستها جـاءت تضاعــف أوجـاعي بها كمدا
جـاءت كان نهار قائضا عبرت بـه علـى قيضــه الأنســام فاتـأدا
جاءت تلملم أشواقــا تعــاورها ريب الليالي فاضحــى وقدهـا خمدا
رفت فراشة روض أمطرته على طيب الربيع بواك ذرفت أمـــدا
يـا بردهـا حينما مرت على ظمئي ظلا ظليلا وأشواقا شذى ونــدا
كانت ربيعا وروحي صيف مقفرة راح الهجيـر على أرجـائها وغــدا
وكان ثمة بقـايا لست منفقهــا أو أستبين عمود الصبــح مـا وعدا
آلان بعد ربيع العمر ما انحسرت عنه الأمــاني وأمسى زهره بــدد
تأتين يـا بهجة الدنيا ورونقها ويا منارا على الإدلاج قـد وفــدا
تأتين يـاري حران قضى ظمأ رغـم الينابيع من عينيك ما وردا
رغم احضرار الأماني خلف بحرهما ما عاد لي مركـب أرجيه مبتعدا
قد اتلف الجوب مجدا في وأشرعتي وهد من عزمتي الإبحار منفردا
مذ حدثتني عوالي النجم عن وطني هممت بالشوق أو قل هم بي غردا
أنفقت عمري إبحارا إلى حلم في الغيب تصنعه الآمال بي غردا
كانت أمــاني – أدناها وأبعدها- إني أقول لومض البرق علّ غــدا
حتى إذا اجتمعت مزني تعقبها للريـح سـار أبت عــاداته سنــدا
مارت فسيقت غماما ممطرا هطلا مـا كان أحوج أن نسقي به مددا
هبت على خاطري الآلام عاصفة عصف الشمال كأن لم أحي منكبدا
يا عـابر الغيث مهلا إنني ظمئ لا تأخذني بمـا لم آته قودا
هبني تنجس بالصمت المريب فمي فإن لي بعض عذر أن كففت يــدا
وإن لي بعض عذر أن قافيتــي ولم تتخذ من مهاوي الرجس ملتحدا
لست المقسم هذي الأرض أروقـة ولم أقرب لعزاها جـدا أبـدا
ولا جمعت كنوز الأرض في طبـق ولا هرعت بها للطامعين سـدى
يا كم تبوات للسقيـا مساقطهــا حين انتحيت ارتقاب الغيث مقتعــدا
انفقت عمــري إبحــارا إلى وطـن لا مثل أوطانهم مملوءة رصــدا
أو مثلما يصطفي البهتـان في حقب من الأراجيف أشبــاحا علت زبــدا
ثم انثنيت لصحرائي وما اكتنزت مما تضيق به الأرجـــاء مطـــردا
وعشت اقطع منها حين شـاردة بكرا من الأرض أعلــى اســها عمدا
فابتني لي فيها بدعة وطنــا على الأماني تعطيني الذي فقدا
أصوغ من خفقـات القلب آيته ومن ضلوعي احتضانا مورقا ومدي فانهل
ذلك الذي ابتعدت روحي معالمه من ذوبــها ريــان مبتـــردا
لم يصطفوني ولــم اختر سوى وطني ولا هواي ارتضى إلاه لي جســدا
لم يصطفوني ولم أعبأ فلي وطن اسكنتــه من ثنــايا الروح مغتمدا
فما دنت ديمة سحــاء عابرة إلا هتفت انسكب يا غيث فانعقدا
ويا هبوب الصبا رواح شواطئنــا ويـا أريح الخزامى عطر البلدان
ابحرت عبر المدى اختار زخرفه وانتقي من بديع اللون ما انتضدا
حتى نسجت المنى في ثوبه ضربــا وقلت يـا آية العشــاق من شهــدا
وطاف بي واختلاج الحرف صـاحبنا فملت انسج من آيــاته بردا
وقد تزاحمت الأوجـاع يــا سكني فالآن بورك حر الحرف متقــدا
أضرمه يوقد ســلاما رب مضطرم بالشوق لو لا إشتعال الحرف ما بردا
دوز :ربيع : 1992
 
 
 
 

لغــة القبــائل

 

ربما كان حديثا عابرا
إنما...وقع في الرّوح رنينه
ربّمــا ... كان خداع البرق في غيمة أسفار قصية
إنما...ألقت ظلال الماء
وهم الخصب في أرض حزينة
سوف يكفي كاذب الفجر
لكي نزرع خلف الشك فجرا
سوف يكفي عمر الزهرة
كي نمنح للأعمار عمرا
لم نكن نطلب أندى من سقوط الطلّ
كي ننشأ عند القفر نهرا.
نحن أيضا
نعرف الماء
وقد أجرت لنا الأنهار ذكرا.
ولقد اتبع ذكرا
ترقرق ماء صبوتها ونهر العمر يسكبهــا
وتسأل عن ملامحنا وجوها لا نصاحبهــا
رأتنا غير من عرفت -وغير- تلك مطلبهـــا
رأتنا في مراكبــنا وقد تاهت مراكبها
تهمّ بنا علي فـرق يكاد المـوج يحجبهـا
سنحميها ونمنعهـا ونــدعوهـا ونكتبهـا
نعاتب أهلها فيهـا فإن لامـت نعاتبهــا
ألسنا نجمها الهـادي وقد غابت كواكبهــا

على عجل تمر
وتكتفي بقراءة عجلي ويغلبها النشيد
على عجل تهلّ بروقها
وتفيض من ماء بعيد
والعمر خلف قوافل الأحباب يتلفه البريد
والحال تحملنا وتحلمهم على سفر جديد
هذا الهوى المجنون أسلمنا إلى ما لا نروم من الدّروب ولا نريد
يا ماء لا
لا تقدرين على رحيل القول في شعب النجاة
لا تعرفين مرارة التجديف نحو حقيقة جفلت يخاتلها السرّاة.
يا ما لا تتعجلي
لا...
لا تقرئينا مثل أهلك هكذا
أريت أهلك كيف فرقهم قصيد
ذهبت بهم ريح الشتات
فمن يجمعهم لميقات جديد
سنفض ختم الرّوح عن ماء الكلام
فهيئي سببا لمجلسنا متى شردت بك الأسباب و انعرج السبيل.
يا ماء..
هذا الهمّ أكبر من مساحيق الشمال
ومن مرارات الجنوب
وأجل من حجر المديح يشيد أضرحة العبيد
هذا انتفاض الطير مذبوحا على شفة الحديد
هذا دبيب الماء بين منافذ العطش القديم
هذا رفيف الرّوح - مقبوضا- على طين سقيم
والروح أحوج ما تكون لعابر الأسباب- فانهمري
انهمري
بنا شغف لأيام المواسم و البروق
هل نلتقي..
تلك المفارق تدّعي
لكن تكذبها الطريق وتشير خادعة السراب على حناجرنا
إلى عطش يهيئ غربة أخرى
ويفتتح الرحيل
يا ماءاخلفنا وضيعك الدليل
ياماء جفت ارضنا
وسماؤكم يا ماء كاذبة الوعود
الأرض ضيّقة على أسفارنا
وفضاؤكم حرج يلف الصوت أن يلج المدى
سنمرّ من هذي الكوى
لنرد للأسوار بعض إساءة
جزءا لعلّ من القصاص
يا ماء عوّدنا فضاءات الرحيل
عودتنا عناق الريح
والفلوات والليل المخضّب بالصّهيل
يا ماء عوّدنا
" إذ بلغ الفطام لنا صبي"
جهزت رواحلنا
وهيأنا غناء السير
وانزلفت حناجرنا على وتر الرّبابة يا مريد
يا بني الصيداء ردّوا فرسي إنما يفعل هــذا بالذليــل
عودوّا مهري كما عوّدتــه دلج الليل وإيطاء القتيل
واستباء الزق من حاناته شائل الرّجلين معصوبا يميل
الركب أصبر من عناد الدّرب
والخطوات مقمرة
وأشواق الحداة مطية السّارين في سفر عنيد
أوحى سراب الناس:
" أنّ الأرض في نشء جديد"
همست فجاج النفس:
"هذا الناس في وهم بعيد" .
.......الناس في وهم بعيد
ملنا إلي لغة القبائل
بعدما خبت اللّغات
لغة بعرض الرّوح أرحب من خراب الوهم
دلتنا على بيت ..... ببادية الكلام ..... هناك
خلف مدائن العرب الأواخر
خلف ما زرعوا من الأسباب كي يتنكروا لوجوهنا
لم نرتكب لغة تضاجعها اللغات وتنحني بخوائها للعابرين
ولم نقل إلاّ كلاما ممكنا بل ما توجّب أن يقال ....فلا يقال
لم نعتنق سبق الزّمان
ولم نبادر بالهروب
لم ننتسب لحقائب الأصباغ
تلك وجوهنا الأولى وذلك ما تشكل من مرور الدّهر في قسماتها
مرّت بك النزوات: من: عربية فصحى إلى عربية أخرى
إلى عربية عجمى
إلى عجمية عربى
إلى عبرية سلما إلى....... لا شيء في اللاشيء
يدوي صفرها الأعمى
وها ... خلعت دهاليز الصغار على جراد الخلق يغشي أرضها الكلمى
يأتون من نهم الخراب إلى الخراب
يسّاقطون من التدني من شقوق الذلّ في جدر التواريخ الوضيعة
يملؤون السمع والأبصار فانتبهي
انتبهي وسدّي حفرة الطاعون
وانتبهي خذي أشياءك الكبرى
خذينا في كتاب العزّ انتفضي
وقولي: لم يزل أهلي جبابرة على الدنيا
على الطاعون...... واصطخبي
لمن هذي الدّماء الحمر يسكبها الشموخ على اليباب
فتزهر الأرواح
يا...... زمن المواسم و البروق
خذي ”ذي قار“ وانطلقي
فأنتم بذي قار أمالت سيوفكم
عروش الذين استرهنوا قوس حاجب
خذي اليرموك وانطلقي
أبقت بني الأصفر الممراض كاسمهمو
صفر الوجوه وجلّت أوجه العرب
خذي أيامك الدّنيا: هل أنجبت مثل عبد الناصر امرأة
خذينا في جنوب الله من لبنان
في كتب الشهادة في سباق الوافدين إلى الجنان
خذينا عن طفل يولد التاريخ من نعليه إذ يمشي
فتهتزّ العروش الصفر والأعداء إذ يرمي
ولم يرم
خذي أشياءك الكبرى
خذينا في كتاب العزّ وانتفضي
وقولي لم يزل أهلي جبابرة على الدّنيا
على الطاعون
وانتظري
سنأتي
سيأتي أهلك الباقون
وسيدخلون...
سيدخلون...
سيدخلون...
( كما دخلوه أول مرّة)
دوز2001 

 

 

 


 

 



 
 


 
free counters

 

 


 
أنشر الموقع على الفيس بوك
 
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement